هيوماين وكوالكوم تطلقان بنية ذكاء اصطناعي متقدمة في السعودية
في خطوة استراتيجية تعزز مكانة السعودية كمركز عالمي للابتكار التقني، أعلنت شركة هيوماين بالتعاون مع كوالكوم تكنولوجيز وبدعم من صندوق الاستثمارات العامة عن شراكة نوعية تهدف إلى تأسيس بنية تحتية متطورة للذكاء الاصطناعي داخل المملكة.
جاء هذا الإعلان خلال فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها التاسعة التي استضافتها الرياض، وسط اهتمام عالمي متزايد بدور السعودية في مجال التحول الرقمي والتقنيات المتقدمة.
تهدف الشراكة إلى تطوير منظومة ذكاء اصطناعي هجينة تجمع بين الحوسبة الطرفية والحوسبة السحابية، ما يتيح تشغيل النماذج الذكية وتوليد مخرجات عالية الدقة بسرعة وكفاءة غير مسبوقة، لتكون المملكة من أوائل الدول التي تعتمد هذا النوع من البنى المتكاملة عالميا.
ومن المنتظر أن تبدأ “هيوماين” تشغيل خوادم ذكاء اصطناعي بقدرة 200 ميغاواط باستخدام حلول كوالكوم AI200 وAI250 بحلول عام 2026، لتقديم خدمات الاستدلال الذكي داخل السعودية وعلى المستوى الدولي، مما يعزز قدرات المؤسسات الحكومية والشركات الكبرى على توظيف الذكاء الاصطناعي بكفاءة تشغيلية عالية وتكلفة تنافسية.
وتمثل هذه الشراكة نقلة نوعية في مسار بناء منظومة تقنية وطنية متكاملة، إذ تجمع بين خبرة هيوماين الإقليمية في تقنيات الذكاء الاصطناعي وريادة كوالكوم العالمية في أشباه الموصلات، لتقديم نموذج يحتذى به في كيفية بناء بنية تحتية ذكية شاملة تمتد من مراكز البيانات حتى الخدمات السحابية التجارية.
وقال طارق أمين، الرئيس التنفيذي لهيوماين:
“نحن نؤسس اليوم لركيزة قوية لمستقبل الذكاء الاصطناعي في السعودية، مستفيدين من حلول كوالكوم المتقدمة وخبرتها العميقة في هذا المجال المتسارع التطور.”
وأكد أن الدمج بين الخبرة المحلية لهيوماين والريادة التقنية لكوالكوم سيجعل السعودية في موقع ريادي لقيادة الجيل القادم من الابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.
ومن جانبه، صرح كريستيانو آمون، الرئيس التنفيذي لشركة كوالكوم تكنولوجيز:
“إن تطوير مراكز بيانات سعودية متقدمة باستخدام تقنيات كوالكوم سيمكن المملكة من تحقيق رؤيتها بأن تصبح مركزا عالميا في الحوسبة الذكية والبنية التحتية الرقمية.”
كما ستدمج الشراكة نموذج الذكاء الاصطناعي العربي “علام”، الذي تم تطويره داخل السعودية، مع منصات كوالكوم الذكية، لتوفير قيمة مضافة للمؤسسات والجهات الحكومية في مختلف القطاعات، وتعزيز مكانة المملكة كمحور للابتكار في المنطقة.
وستعمل الشركتان أيضا على تطوير حلول ذكاء اصطناعي مخصصة تلبي احتياجات السوق المحلي والإقليمي، من خلال خوادم متكاملة تتميز بسرعة المعالجة وسعة الذاكرة العالية، ما يجعلها قادرة على دعم النماذج التوليدية المتقدمة بكفاءة طاقة مذهلة.
وتؤكد هذه الخطوة التزام السعودية بدفع الابتكار وتسريع التحول الرقمي عبر الاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، بينما تواصل كوالكوم دعم جهود المملكة نحو بناء اقتصاد معرفي قائم على التكنولوجيا والابتكار.
بهذا التعاون، تضع السعودية حجر الأساس لتكون ضمن الدول القليلة التي تمتلك منظومة ذكاء اصطناعي متكاملة تربط بين البيانات، والحوسبة، والخدمات الذكية، مما يعزز مكانتها في قلب الثورة التقنية العالمية.
