كيف تستخدم الصين نموذج “ديب سيك” لتعزيز قوتها العسكرية؟

أعلنت شركة نورينكو الصينية للصناعات الدفاعية عن مركبة عسكرية جديدة يمكنها التحرك بسرعة تصل إلى 50 كيلومترا في الساعة، مع تنفيذ مهمات قتالية مستقلة باستخدام نظام ديب سيك للذكاء الاصطناعي.
ويرى مسؤولو الحكومة الصينية في إطلاق Norinco P60 علامة على التقدم التكنولوجي العسكري، حيث يمثل نموذجا مبكرا لكيفية استخدام بكين الذكاء الاصطناعي لتقوية قدرات جيش التحرير الشعبي على مواجهة التحديات الدولية.
تكشف براءات الاختراع وسجلات المشتريات عن استخدام الصين للتقنيات الحديثة في التعرف على الأهداف وتحليل ساحة المعركة، ما يساعد على اتخاذ قرارات دقيقة وسريعة بدون الاعتماد على الطرق التقليدية البطيئة.
تستمر الصين في البحث عن رقائق متطورة من شركات مثل إنفيديا، رغم القيود الأميركية المفروضة على بعض طرازات الرقائق الحديثة، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على التفوق العسكري الرقمي والسيادة الخوارزمية.
الاعتماد على “ديب سيك” وتوسيع التطبيقات العسكرية
أظهرت بيانات المشتريات الصينية اعتماد الجيش بشكل متزايد على نموذج ديب سيك، مقارنة باستخدام محدود لنماذج محلية مثل “كيوين” التابعة لشركة علي بابا، ما يعكس سعي بكين لتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية.
تتسارع وتيرة تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي العسكري، حيث يتم نشر أدوات جديدة على شبكة الجيش الصيني بانتظام، ما يسمح بتحليل سريع للبيانات وتحسين فعالية العمليات العسكرية في الوقت الفعلي.
روبوتات ذكية وأسراب الطائرات المسيرة
تعمل الصين على تطوير كلاب روبوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتفكيك المتفجرات واستطلاع المناطق، بالإضافة إلى أسراب طائرات مسيرة قادرة على تحديد وتتبع الأهداف بشكل مستقل، دون الحاجة لتدخل بشري مستمر.
سبق أن جرى اختبار كلاب روبوتية مسلحة خلال تدريبات عسكرية رسمية، بينما تستمر براءات الاختراع في توثيق تطوير تقنيات أكثر تقدما، بما يشمل تنسيق الحركة بين الطائرات المسيرة والرادارات لتعزيز دقة العمليات.
تحليل الصور الفضائية والتخطيط العسكري الذكي
يتيح استخدام الذكاء الاصطناعي العسكري تحليل الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة بسرعة فائقة، مع دمج البيانات مع نظم الرادار، لتسهيل التخطيط العسكري واتخاذ القرارات بصورة أسرع وأكثر دقة.
أفادت شركات متخصصة مثل Landship Information Technology أن أنظمة ديب سيك قادرة على تقييم آلاف السيناريوهات المختلفة لساحة المعركة خلال ثوان، بدلا من أيام إذا تم استخدامها بالطرق التقليدية.
الأسلحة ذاتية التشغيل ومستقبل الحروب
تسعى الصين إلى تطوير طائرات مسيرة وأسلحة ذاتية التشغيل يمكنها التعرف على الأهداف والعمل ضمن أسراب متكاملة، ما يقلل التدخل البشري ويزيد من سرعة الاستجابة في ساحة القتال، ويزيد من فعالية الجيش الرقمي.
تركز الصين أيضا على تطوير مراكز قيادة غامرة بصريا ومحاكاة حروب متقدمة، مع دمج الذكاء الاصطناعي العسكري في كل عناصر القوة القتالية، بما يجعلها جاهزة للتعامل مع أي تهديد مستقبلي.
الذكاء الاصطناعي العسكري كعنصر استراتيجي
يعكس التوسع في استخدام ديب سيك رغبة الصين في تحقيق تقدم نوعي في التخطيط العسكري، وتحليل المعلومات الاستراتيجية، وتطوير أسلحة ذكية، مع تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية، لضمان السيادة التقنية والدفاعية.
مع استمرار التجارب على روبوتات ذكية، وكلاب وطائرات مسيرة متقدمة، يسعى الجيش الصيني لبناء قوة رقمية حديثة قادرة على تنفيذ عمليات معقدة بكفاءة عالية، والتأقلم مع التطورات العسكرية المستقبلية.




