شات جي بي تي يتحول إلى نظام تشغيل متكامل للذكاء الاصطناعي
في خطوة تعكس التحول الأبرز في مسيرة الذكاء الاصطناعي، كشف نيك تيرلي، رئيس منتج شات جي بي تي في شركة OpenAI، عن خطة لتحويل التطبيق الشهير إلى نظام تشغيل رقمي شامل يدمج تطبيقات وخدمات متعددة في بيئة واحدة متكاملة.
الهدف، بحسب تيرلي، هو جعل المنصة مركزا رقميا موحدا يتفاعل فيه المستخدم مع أدوات وخدمات الذكاء الاصطناعي تماما كما يتفاعل مع أنظمة التشغيل التقليدية مثل ويندوز وماك.
رؤية جديدة لمنصة شات جي بي تي
توضح رؤية OpenAI أن المرحلة القادمة من تطوير شات جي بي تي لن تقتصر على تحسين تجربة المحادثة أو توليد النصوص، بل ستنتقل إلى بناء نظام بيئي رقمي متكامل يضم تطبيقات من شركات عالمية، ويتيح للمستخدم تنفيذ المهام اليومية من داخل التطبيق نفسه.
ويؤكد تيرلي أن هذه النقلة تمثل خطوة مماثلة لما حدث في عالم الهواتف الذكية عندما تحولت إلى بوابة رئيسية لمختلف الخدمات الرقمية حول العالم.
من أداة محادثة إلى منصة تشغيل ذكية
يرى نيك تيرلي أن شات جي بي تي تجاوز حدود كونه أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في الإجابة أو الكتابة، وأصبح اليوم منصة إنتاجية متكاملة تضم تطبيقات في مجالات التعليم، والترفيه، والتجارة الإلكترونية، والخدمات اليومية مثل النقل والطعام.
ويقول تيرلي: “تماما كما أحدث الهاتف الذكي ثورة في عالم التطبيقات، سيقود شات جي بي تي الموجة القادمة من الخدمات الذكية التي ستعيد تعريف علاقتنا بالتقنية.”
تشير تقارير OpenAI إلى أن التطبيق يخدم أكثر من 800 مليون مستخدم نشط أسبوعيا، ما يجعله من أكبر المنصات الرقمية على مستوى العالم، ويمنح الشركة فرصة لتأسيس اقتصاد رقمي جديد مبني على خدمات الذكاء الاصطناعي.
متجر تطبيقات داخل شات جي بي تي
ضمن استراتيجيتها المستقبلية، تعمل OpenAI على إطلاق متجر تطبيقات مدمج داخل شات جي بي تي، يضم برامج وخدمات من شركات كبرى مثل إكسبيديا (Expedia) وأوبر (Uber) ودوور داش (DoorDash).
ومن المتوقع أن يسمح هذا المتجر للمستخدمين بإتمام عمليات الحجز وطلب الخدمات وإجراء المعاملات مباشرة من داخل المنصة، دون الحاجة إلى مغادرتها أو فتح تطبيقات منفصلة.
الخصوصية والشفافية في قلب التجربة
أكد تيرلي أن الشركة وضعت معايير صارمة لحماية خصوصية المستخدمين، تفرض على المطورين جمع الحد الأدنى من البيانات الضرورية فقط مع توفير شفافية كاملة حول طريقة الاستخدام.
وأشار إلى أن الفريق يعمل على تطوير ميزة جديدة تسمى “الذاكرة المقسمة”، تتيح للمستخدمين التحكم الدقيق في البيانات التي يمكن للتطبيقات داخل شات جي بي تي الوصول إليها.
نحو نظام بيئي يجمع البرمجيات والأجهزة
تأتي هذه التحولات بينما تعمل OpenAI بالتعاون مع المصمم العالمي جوني آيف على تطوير أجهزة ذكية مخصصة للتكامل مع شات جي بي تي، ما يعزز التكهنات حول نية الشركة بناء نظام بيئي شامل يجمع بين البرمجيات، والأجهزة، والخدمات السحابية في تجربة موحدة للمستخدم.
الذكاء الاصطناعي العام في متناول الجميع
يؤكد نيك تيرلي أن الهدف النهائي من هذه التطورات هو تمهيد الطريق أمام الذكاء الاصطناعي العام (AGI) ليصبح متاحا ومفيدا للبشرية جمعاء.
ويضيف: “شات جي بي تي ليس مشروعا تجاريا بحتا، بل وسيلة لدمج الذكاء الاصطناعي في حياة الناس اليومية بطريقة طبيعية وآمنة.”
واجهة المستقبل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي
في ختام رؤيته، شبه تيرلي المرحلة الحالية من شات جي بي تي بالفترة التي سبقت ظهور الواجهات الرسومية في أنظمة التشغيل، قائلا:
“ما نراه اليوم هو بداية فقط، فكما انتقل العالم من سطر الأوامر إلى النوافذ الرسومية، سننتقل قريبا من المحادثات النصية إلى واجهات ذكاء اصطناعي تفاعلية تربط الإنسان بالتقنية في كل لحظة.”