صحف يابانية تقاضي “بيربلكسيتي” بسبب انتهاك حقوق النشر

دخلت شركتا الإعلام اليابانيتان “نيكي” و”أساهي شيمبون” في مواجهة قضائية مع شركة الذكاء الاصطناعي الأمريكية الناشئة “بيربلكسيتي”، بعد اتهامها باستخدام مقالاتهما وأعمالهما الصحفية دون الحصول على إذن مسبق، وهو ما اعتبرتاه انتهاكا صارخا لحقوق النشر.

وأعلنت الصحيفتان في بيان مشترك أنهما تقدمتا بدعوى إلى محكمة طوكيو الجزئية، مطالبتين بتعويض مالي يصل إلى 2.2 مليار ين ياباني، أي ما يعادل نحو 15 مليون دولار لكل منهما، بالإضافة إلى إصدار حكم يمنع الشركة من الاستمرار في هذه الممارسات.
تأتي هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه الخلافات بين مؤسسات الإعلام التقليدي وشركات الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يرى الناشرون أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تستفيد من المحتوى الإخباري دون ترخيص، مما يقلل من عدد القراء ويؤثر سلبا على عائدات الإعلانات، وهو ما يشكل تهديدا مباشرا لاستمرار الصحافة المستقلة.
وأشارت “نيكي” و”أساهي” إلى أن استغلال موادها التحريرية بشكل متكرر ومجاني يعد انتهاكا لحقوق الصحفيين وجهودهم، مؤكدة أن استمرار هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى إضعاف الإعلام الحر، بل ويهدد أسس الديمقراطية القائمة على نقل الحقائق بدقة وشفافية.
القضية الحالية ليست الأولى من نوعها، إذ تواجه “بيربلكسيتي”، التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو وتقدر قيمتها السوقية بنحو 18 مليار دولار، دعاوى مشابهة من مؤسسات كبرى مثل مجلة “فوربس”، و”داو جونز” التابعة لشركة “نيوز كورب”، إلى جانب صحيفة “يوميوري شيمبون” اليابانية.
وبحسب الدعوى، فإن أنظمة “بيربلكسيتي” قامت منذ منتصف العام الماضي على الأقل بجمع وإعادة نشر محتوى من صحيفتي “نيكي” و”أساهي”، متجاهلة التعليمات التقنية التي تحظر استخدام هذا النوع من البيانات، كما أنها أضافت أخطاء نسبت زورا إلى المؤسستين، وهو ما ألحق ضررا بسمعتهما أمام القارئ.
وبذلك تتحول ساحات المحاكم في اليابان وأمريكا وأوروبا إلى ميادين حاسمة قد ترسم مستقبل العلاقة بين الإعلام والذكاء الاصطناعي، وتحدد ما إذا كان نشر الأخبار عبر هذه التقنيات سيبقى ضمن الأطر القانونية أم سيعتبر تعديا على حقوق النشر.
يجدر بالذكر أن بيربلكسيتي تحاول إيجاد حلول لتقليل النزاعات مع الناشرين، من خلال إطلاق خدمات جديدة تهدف إلى تقاسم العوائد. تعرف على تفاصيل خدمة الاشتراك الجديدة هنا.




