ديزني تلاحق Character.AI قضائيا بسبب شخصيات محمية بحقوق النشر

في خطوة جديدة تؤكد تشدد شركات الإعلام العالمية في حماية حقوقها الفكرية، أرسلت شركة والت ديزني إنذارا قضائيا رسميا إلى منصة Character.AI المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.

وجاء في الإخطار أن المنصة استخدمت شخصيات محمية بحقوق الطبع والنشر دون إذن مسبق، وهو ما يعد انتهاكا مباشرا لحقوق الملكية الفكرية، وفق ما أكد متحدث باسم ديزني.

من جانبها، أوضحت Character.AI أنها استجابت فورا لهذه المطالب، وقامت بإزالة جميع الشخصيات المذكورة في الخطاب القانوني. وأكد المتحدث أن المنصة تضم نماذج أصلية ومستوحاة.

وأشار أيضا إلى أن الهدف هو التعاون مع أصحاب الحقوق لتقديم تجارب مبتكرة وآمنة، تسمح لهم بتوسيع تأثير شخصياتهم عبر صيغة تفاعلية جديدة تعزز ولاء المستخدمين.

هذه الواقعة تسلط الضوء على جهود ديزني وغيرها من شركات الإعلام الكبرى لحماية أعمالها الفكرية، في وقت يشهد فيه الذكاء الاصطناعي انتشارا وتوسعا غير مسبوق عالميا.

تخوض ديزني بالفعل معركة قضائية ضد Midjourney، الشركة المتخصصة في توليد الصور بالذكاء الاصطناعي، متهمة إياها باستخدام شخصيات من أفلام مثل “Cars” و“Toy Story” و“The Avengers”.

منصة Character.AI تقدم للمستخدمين إمكانية إنشاء روبوتات محادثة قائمة على شخصيات متنوعة، والتفاعل معها بشكل واقعي وجذاب، وهو ما جعلها تحظى بانتشار واسع واهتمام عالمي.

وقد عززت المنصة مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي بعد توقيع صفقة ترخيص مع جوجل بقيمة 2.7 مليار دولار عام 2024، بالإضافة إلى توظيف مؤسسيها.

لكن في الوقت نفسه، تورطت الشركة في قضايا أخرى مثيرة للجدل، أبرزها دعوى رفعتها عائلة فتى من فلوريدا تتعلق بانتحاره بعد إدمانه محادثة الروبوتات.

وتقول العائلة إن أحد هذه الروبوتات حمل اسم “دينيريس تارجارين” أو “داني”، المستوحى من شخصية مشهورة في مسلسل Game of Thrones، ما أثار جدلا واسعا.

ورغم أن Character.AI تتعرض الآن لضغوط قانونية، إلا أنها ليست الوحيدة في هذا الموقف. شركات أخرى تواجه تدقيقا مماثلا بسبب تعاملها مع الملكية الفكرية العالمية.

ففي الشهر الجاري، وافق قاض فيدرالي مبدئيا على تسوية بقيمة 1.5 مليار دولار عرضتها شركة Anthropic، لإنهاء دعوى قضائية تتعلق باستخدام كتب مقرصنة.

تشير هذه القضايا المتكررة إلى أن النزاع بين شركات الإعلام التقليدية ومنصات الذكاء الاصطناعي سيستمر طويلا، مع تزايد الحاجة لوضع تشريعات وقوانين أكثر وضوحا وتنظيما.

ويرى خبراء أن التحدي الأكبر أمام شركات الذكاء الاصطناعي يتمثل في إيجاد توازن بين الابتكار واحترام الملكية الفكرية، لتجنب غرامات ضخمة أو دعاوى جماعية مستقبلية.