هل ينجح روبوت أوبتيموس من تسلا في تغيير مستقبل الروبوتات الشبيهة بالبشر؟
منذ سنوات، حاولت شركة تسلا بقيادة الملياردير إيلون ماسك أن تثبت أن روبوتها أوبتيموس ليس مجرد مشروع تجريبي عابر، بل خطوة أساسية نحو مستقبل الذكاء الاصطناعي المادي.
اليوم لم تعد تسلا تعرف نفسها كشركة سيارات كهربائية فقط، بل كمنصة تجمع بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات لتقود سباق الروبوتات الشبيهة بالبشر عالميا.
أوبتيموس.. من فكرة إلى مشروع ضخم
أعلن ماسك أن ما يقارب 80% من قيمة تسلا المستقبلية سيعتمد على مشروع أوبتيموس وروبوتات الذكاء الاصطناعي المرتبطة به. هذا التصريح وحده كفيل بتغيير نظرة المستثمرين.
تسلا ترى أن نجاح أوبتيموس سيضعها في موقع متقدم أمام المنافسين، ويحولها من مجرد صانع سيارات إلى لاعب رئيسي في سوق الروبوتات الشبيهة بالبشر.
القدرات التي ظهر بها أوبتيموس حتى الآن
أظهرت العروض العلنية لأوبتيموس في عامي 2024 و2025 أن الروبوت أصبح قادرا على المشي بخطوات طبيعية أكثر، وأداء بعض المهام البسيطة في بيئات منظمة.
رأيناه يلتقط الأشياء ويضعها في أماكن محددة، يفتح الخزائن، يسحب الستائر، وحتى ينظف باستخدام المكنسة الكهربائية. كما تمكن من التعامل مع بعض أجزاء سيارات تسلا.
نقاط التميز التي ركزت عليها تسلا
أبرز ما يميز أوبتيموس هو اعتماده على شبكة عصبية موحدة تعتمد على بيانات الفيديو البشرية، مما يتيح له تعلم المهام بسرعة أكبر دون الحاجة لبرمجة كل حركة بشكل يدوي.
كما أن تسلا دمجت المشي والتوازن والتقاط الأشياء في نظام تحكم واحد، ليصبح الروبوت أكثر استقرارا وأقل عرضة للتوقف أو السقوط المتكرر مقارنة بالإصدارات الأولى.
لكن ماذا عن محدوديات أوبتيموس؟
رغم هذه التحديثات، لا يزال أداء أوبتيموس محدودا في بيئات مرتبة وخالية من الفوضى. لم يتم إثبات قدرته بعد على العمل في مصانع مزدحمة أو منازل غير منظمة.
أما بخصوص الأوزان الثقيلة، فقد تحدثت تسلا عن قدرة رفع تصل إلى 68 كجم في ظروف مثالية، لكن الأداء الفعلي غالبا لا يتجاوز 20 كجم أثناء الحركة.
مقارنة أوبتيموس مع روبوت أطلس
عند الحديث عن الروبوتات الشبيهة بالبشر، لا يمكن تجاهل روبوت أطلس من بوسطن ديناميكس، الذي يعتبر حتى اليوم المعيار الأعلى في خفة الحركة والقدرة على القفز والمناورات السريعة.
بينما يركز أطلس على الحركات الديناميكية المتقدمة، ركز أوبتيموس على المشي بثبات، واستهلاك أقل للطاقة، والقيام بمهام عملية يمكن أن تناسب المصانع أو المنازل مستقبلا.
دخول الصين على خط المنافسة
لم تقف الشركات الصينية مكتوفة الأيدي، فقد طورت شركات مثل يونيتري ويو بي تك روبوتات بشرية الشكل قادرة على استبدال البطاريات ذاتيا لتعمل دون توقف.
كما ركزت الصين على تقليل الأسعار وإنتاج روبوتات عملية أكثر من كونها استعراضية، وهو ما يجعلها منافسا قويا لتسلا في سباق الروبوتات الشبيهة بالبشر.
الجدول الزمني والتكلفة المتوقعة
تسلا أعلنت خططا طموحة لإنتاج آلاف الوحدات من أوبتيموس بحلول 2025، لكن التقارير المستقلة تؤكد أن الأعداد لن تتجاوز بضع مئات في البداية.
أما السعر المتوقع، فقد أشار ماسك إلى أنه سيكون بين 20 و30 ألف دولار عند الوصول للإنتاج الواسع، وهو أقل بكثير من تكلفة الروبوتات الصناعية الحالية.
التحديات التي تواجه أوبتيموس
إلى جانب العقبات التقنية، هناك أيضا تحديات في سلاسل التوريد العالمية خاصة مع القيود الصينية على المعادن النادرة المستخدمة في صناعة المحركات والمغناطيسات.
كما أن الجدوى الاقتصادية لم يتم إثباتها بعد؛ فحتى الآن لم تعلن تسلا عن بيانات واضحة حول تكلفة التشغيل، أو الضمان، أو الصيانة على المدى الطويل.
الخلاصة.. هل يحقق أوبتيموس ثورة حقيقية؟
من الواضح أن تسلا حققت تقدما ملحوظا مع أوبتيموس، خصوصا في دمج الحركة والتعلم بالرؤية والاعتماد على الذكاء الاصطناعي المادي.
لكن التحدي الأكبر هو إثبات كفاءة الروبوت في الاستخدام التجاري المستمر، سواء في المصانع أو المنازل، مع تقديم قيمة اقتصادية حقيقية تفوق التكلفة.